03 - 07 - 2024

عجاجيات | المرار الطافح

عجاجيات | المرار الطافح

كثيرون من أبناء شعبنا الغلابة وهم بالملايين سيرددون مع أحمد مكى أو الكبير قوي كلمته الشهيرة التى تعبر عن موقفه من كل ما يزعجه ويقلقه ويقل راحته: مرار طافح، فموجة الغلاء وصلت إلى رغيف عيش الغلابة ومحدودي الدخل او بالاحري مهدودي الحيل، والذى قفز من ٥ قروش الى ٢٠ قرشا بنسبة زيادة 300%

والحقيقة أننى عندما أفكر فى المشهد كله بصوره المتلاحقة أشعر بدوار أو بالأحري أشعر بالتوهان وأردد أنا تهت.. فقد رأيت بأم عينى حالة الفرح والارتياح التى عبر عنها كل رموز النظام الحاكم بعد صفقة رأس الحكمة وشاهدت المداعبات والضحكات التى تخرج من القلب ومليارات الجنيهات توزع على الهواء بالأمر المباشر من رأس الدولة فخامة الرئيس.. وتابعت حالة الفرح والابتهاج بدخول مليارات الدولارات لخزينة الدولة سواء من صفقة رأس الحكمة أو من صندوق النقد الدولى أو من الاتحاد الأوروبى.. وما صاحب ذلك من تأكيدات عن ارتفاع الاحتياطى الاستراتيجى من العملات الحرة وتوافر الدولار أمام رجال الاعمال والمستوردين.

وللحق فإننى شعرت بالارتياح ربما متأثرا ومقتديا بارتياح وتفاؤل كبار المسئولين.. وقلت فى نفسى ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج.. وتوقعت أن تشهد الأسعار انخفاضات متوالية تعوض ما كان من ارتفاعات متسارعة.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن.

إشارات وتلميحات من رئيس مجلس الوزراء بأنه إن آجلا أو عاجلا سيتم رفع أسعار الكهرباء والبنزين والخبز.. وسرعان ما تحولت الإشارات والتلميحات إلى حقائق واقعة مع رفع سعر رغيف عيش الغلابة بنسبة ٣٠٠%والبقية تأتى.

كثيرون ربطوا بين تلك الخطوة وزيارة بعثة صندوق النقد الدولى لمصر ورأى هؤلاء أن الحكومة قررت عن طيب خاطر، أو مجبرة، الاستجابة لطلبات صندوق النقد الدولي ، بينما نفت الحكومة ذلك مؤكدة أن قراراتها من دماغها ولا علاقة للصندوق بالأمر.

حالة الدوار والتوهان التى هاجمتنى جعلتنى أتساءل هل تحسن اقتصادنا  للدرجة التى أسعدت رموز الدولة وجعلت محافظ البنك المركزي يضحك بعد طول عبوس.. أم أن اقتصادنا ما زال يعانى؟.. وهل الحكومة جادة وهى تبشرنا بانخفاض الأسعار أم أنها مستمرة فيما تعتبره "صبا فى مصلحتنا" وهو التعبير الذى راج مع رفع أسعار البنزين والسولار والبوتاجاز والكهرباء ثم العيش.. بصراحة أنا تهت من الحكومة وقراراتها وتوجهاتها.. قلبى وتعاطفى مع الفقراء والغلابة الذين سيرددون: مرار طافح، وأدعو الله أن يحنن قلوب المسؤولين عليهم ويوفقهم لتوفير الحياة الكريمة لهم بلا مرار وبلا وضعهم أمام خيارات أحلاها شديد المرارة..
--------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | حقك وحقهم





اعلان